يُعرّف النزف التالي للولادة المبكر بأنه النزف الذي يحدث خلال 24 ساعة (وعادةً بشكل فوري) بعد خروج (ولادة) المشيمة. ويتجاوز مقدار 500 مل حجم فقدان الدم الطبيعي في المرحلة الثالثة من المخاض.
تعد المراقبة اللصيقة في غرفة الولادة ضرورية لمدة ساعتين بعد الولادة، لاكتشاف وعلاج النزف التالي للولادة بشكل سريع.
غالبًا ما يتم تقدير حجم فقدان الدم بشكل خاطئ (بنسبة تصل إلى 50%).
قد يؤدي تأخر العلاج إلى حدوث اضطرابات التخثر مع خطورة حدوث نزف غزير ومنتشر.
تعد الأسباب الأربعة الرئيسية للنزف التالي للولادة هي:
– الوني الرحمي (70% من الحالات): تم إخراج (طرد) المشيمة، لكن لم ينكمش الرحم. يتسع الرحم ويتمدد ويصبح رخوًا. تشمل عوامل حدوث الوني الرحمي: فرط التمدد (مَوَه السَّلَى، الحمل المتعدد، عَملقة الجنين)، المخاض المُطوَّل والعدوى (التهاب المشيماء والسَّلَى). قد يكون هو السبب أو العامل المُفاقِم للنزف التالي للولادة.
– الرضوح التوليدية (20% من الحالات): تمزق الرحم، خاصةً في حالة الولادة المهبلية للنساء اللائي لديهن ندوب في الرحم، وأيضًا اللائي ليس لديهن ندوب في الرحم؛ انهتاك عنق الرحم وانهتاك المهبل؛ انقلاب الرحم.
– المشيمة المحتبسة (10% من الحالات): تظل المشيمة بالكامل أو حطام (بقايا) المشيمة متبقية في الرحم.
– اضطرابات التخثُّر (< 1% من الحالات): انظر الفصل 3، القسم 2.2.3.
1.2.8 التدبير العلاجي خلال 30 دقيقة الأولى
– طلب المساعدة حيث يجب إجراء تدابير الإنعاش بالتوازي مع التدبير العلاجي التوليدي.
– تسجيل نتائج التقييم الأولي والمراقبة والإجراءات في المخطط مع الإشارة للوقت.
الجدول 1.8 - التدبير العلاجي الأولي
2.2.8 التدبير العلاجي للنزف المستمر
الجدول 2.8 - التدبير العلاجي بعد 30 دقيقة الأولى
3.2.8 التدبير العلاجي للنزف الغزير بشكل فوري
في حالة فقدان الدم بمعدل 150 مل لكل الدقيقة أو الصدمة:
– يتم إجراء التدبير العلاجي الأولي بأسرع وقت ممكن، ويجب عدم الانتظار 30 دقيقة لإجراء التدبير العلاجي التوليدي الإضافي (دك (سد) بالبالون داخل الرحم، الإجراءات الجراحية).
– بدء نقل الدم بأسرع وقت ممكن.
– في حال الضرورة، يتم إجراء إحدى تدابير الضغط الإضافية أدناه.
ضغط الشريان الأبهري (الأورطي)
تطبيق ضغط على الشريان الأبهري (الأورطي)البطني (فوق السرة مباشرة) حتى يصبح النبض الفخذي غير قابل للجس، لمدة تعادل مثلًا الوقت المستغرق لإدخال بالون داخل الرحم أو بدء بضع (شق) البطن (الشكل 2.8).
الشكل 2.8 - ضغط الشريان الأبهري (الأورطي)
ضغط الرحم باليدين (الشكل 3.8 والشكل 4.8).
الشكل 3.8 - ضغط الرحم بين الأصابع في المهبل واليد الأخرى الموضوعة على البطن
الشكل 4.8 - ضغط الرحم بين قبضة اليد واليد الأخرى الموضوعة على البطن
4.2.8 التدبير العلاجي لأسباب محددة
في حال اكتشاف الأسباب التالية، يكون من الضروري إجراء تدابير علاجية إضافية محددة.
الرضوح التوليدية
– تمزق الرحم: الفصل 3، القسم 3.3.
– تمزقات عنق الرحم أو المهبل: القسم 5.8.
– قد يؤدي بضع الفرْج إلى النزف: يتم إيقاف النزف الشرياني بشكل مؤقت بواسطة مِلقاط ثم الخياطة بأسرع وقت ممكن.
– انقلاب الرحم: القسم 4.8
المشيمة المحتبسة
– إزالة المشيمة يدويًا بشكل فوري في حال عدم توليدها بعد و/أو استكشاف الرحم الروتيني لإزالة أية جلطات أو حطام (بقايا) المشيمة (مما يسمح بانكماش الرحم بشكل جيد) والتحقق من عدم حدوث تمزق الرحم (خاصةً، في حالات الولادة المهبلية للنساء اللائي لديهن ندوب في الرحم).
– يتم إجراء إزالة المشيمة يدويًا واستكشاف الرحم يدويًا تحت التخدير. يجب عدم القيام بالإجراء بدون تخدير إلا إذا كان إجراء التخدير بشكل فوري غير ممكن.
– تطبيق العلاج الوقائي الروتيني بالمضادات الحيوية (الفصل 9، القسم 2.1.9).
– في حالات نادرة، يكون من المستحيل إزالة المشيمة يدويًا بسبب عدم وجود مستوى تشَطُّر بين المشيمة وجدار الرحم (المشيمة الملتصقة). في هذه الحالة تتم الإحالة لإجراء استئصال الرحم.
اضطرابات التخثر
– في حالات اضطرابات التخثر:
• يتم نقل الدم الكامل الطازج (تم الحصول عليه خلال فترة أقل من 4 ساعات ولم يتم تبريده) أو
• يتم نقل الكريات الحمراء المكدوسة أو الدم الكامل + البلازما الطازجة المجمدة.
– قد تكون اضطرابات التخثر سببًا للنزف التالي للولادة ونتيجةً له أيضا. يقلل التدبير العلاجي الفعال للنزف التالي للولادة من خطورة حدوث اضطرابات التخثر الثانوية.